
المقاطعة بين سلام وبيومى
كتبت : فاتن ابوسديرة
أثارت مواقف بعض المشاهير من الفنانين والشخصيات العامة فى الاسابيع الماضية حول مواقفهم فى استمرارية انشطتهم واعمالهم مع ما يجرى فى غزة على الأرض أثارت جدلا واسعا فى الشارع المصرى بين مؤيد ومعارض
مؤيد لسير الحياة بشكل طبيعى وممارسة كل لدوره وعمله بشكل عادى سعيا وراء لقمة العيش و سير الحياة بشكل طبيعى
وبين معارض لاستمرار الأحداث والفعاليات التى يشارك فيها هؤلاء المشاهير خاصة الفعاليات الفنية منها والتى تتسم بطابع احتفالى أو ترفيهى او رياضى تعاطفا مع الشعب الفلسطينى الذى يتعرض للابادة والتهجير القسرى
كان ابرز هذه المواقف موقف الفنانين محمد سلام وبيومى فؤاد الأول الذى اعتذر عن مشاركته فى احدى المسرحيات التى تعرض بموسم الرياض بالسعودية تعاطفا مع احداث غزة
والأخير الذى اصر على المشاركة فى العمل الفنى متعللا باحترام استمرار التعاون الفنى بين مصر والسعودية وحبه للمملكة وشعبها
ومع الاعتراف بحرية كل طرف فى الدفاع عن رأيه وفق قناعاته دون مزايدة حول الموقف
الا ان الواقع يقول اننا جميعا نشعر بغصة فى حلوقنا مما تنقله لنا الشاشات يوميا من صورا مفزعة ومشاهد دموية ومجازر ترتكبها قوات الاحتلال فى حق الشعب الفلسطينى الأعزل
هذه الاوضاع تفرض علينا التفاعل مع الوضع الراهن بأى شكل من اشكال التأييد والمؤازرة لشعب عربى شقيق يتعرض للإبادة اقلها وأضعفها ايقاف والغاء المشاركة فى آية صورة من صور الاحتفالات الفنية والترفيهية او الرياضية
وهذا أضعف الإيمان
والواضح للجميع فى هذا الشأن ان هناك بعض المجالات التى توجب طبيعة العمل بها الاستمرارية وعدم التوقف اضطراريا وهى الأعمال المتعلقة مباشرة بخدمة المواطنين وحياتهم اليومية كالمجالات الصحية والأمنية والتعليمية …الخ من هذه الأعمال فتوقفها قد يشكل خطر وضرر مباشر يقع على المواطن
على العكس من ذلك المجالات الفنية والرياضية والترفيهية التى حال الغاءها أو تأجيلها لن يغير هذا من الأمر شئ فى سير الحياة اليومية للمواطن
بل انه قد يمثل رسالة من قوى مصر الناعمة الى العالم بتعاطفنا مع قضية أخواننا فى فلسطين ووقوفنا بجانبهم فى هذه الظروف العصيبة
فأى قلب أو أى نفس تتوق الى الإحساس بالمتعة والترفيه فى ظل ما نراه اليوم من مجازر وابادة جماعية لشعب أعزل
إن النفس التى يغلبها الهوى لمتابعة هذه الأنشطة والفعاليات الترفيهية فى مثل هذه الظروف لهى نفس يجب أن تراجع إنسانيتها وأن تتأكد أنه ما زال لديها قلب ينبض بالحياة
والحديث الشريف يقول ” لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئًا، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ “
رواه مسلم.
وعلى السادة المبدعين الذين يخافون على انقطاع الأجور الباهظة التى يتقاضونها جراء أعمالهم و التى يعلمها القاصى والدانى عدم المزايدة على المقاطعين الذين ما زالوا يتمتعون بنعمة الاحساس بالآخر ومشاركة الأشقاء مآسيهم ونكباتهم
أما الحوار حول قطع الارزاق وتسريح عمال فالرزق من الله سبحانه وتعالى يتبع صاحبه كالأجل فلا خوف عليهم من فقر او اجحاف
فك الله كرب الأشقاء فى غزة وأيدهم بنصر من عنده وحفظ ارض مصر من كيد الكائدين والمتآمرين ومن أراد بها سوءا